شمال سيناء تستقبل موسم صيد الطيور المهاجرة بتقاليد عريقة
تجدد موسم صيد الطيور المهاجرة على سواحل شمال سيناء، حيث عاد الصيادون لممارسة تقاليدهم السنوية مع بدء موسم صيد السمان، الشرشير الصيفي، والعصافير المتنوعة، بعد إعلان محافظة شمال سيناء رسميًا عن بدء الموسم.
شهدت بداية الموسم ظهور أسراب الطيور المهاجرة القادمة من صقيع أوروبا باتجاه دفء إفريقيا وشمال آسيا، عبر أهم خطوط الهجرة الطبيعية التي تعبر البحر المتوسط على امتداد السواحل المحاذية للبحر المتوسط وبحيرة البردويل، انتشرت عرائش الصيادين.
من بين هؤلاء الصيادين، سالم حسان، أحد الشباب الممارسين لصيد الطيور المهاجرة سنويًا، خاصة طائر السمان الذي يُعتبر الأكثر استهدافًا، يوضح سالم أنهم يستخدمون الشباك المعلقة على أعمدة خشبية لمراقبة وصول الطيور، وفور وقوعها في الشباك، يسارعون إلى التقاطها وبيعها.
وأضاف أنهم يصطادون أيضًا العصافير المتنوعة بأسمائها المحلية مثل “الاشيهب”، و”أم الدبان”، و”أبو الوى”، التي لها عشاقها كوجبة صيد.
سالم الهيبي، أحد الصيادين الكبار، أشار إلى أن تقاليد الصيد متوارثة، ويعرف الصيادون مواسم الطيور وأماكن تجمعها بدقة، مما يساعدهم في تحديد أفضل الأوقات والمواقع للصيد، تبدأ رحلة الصيد عادةً ببناء عريشة مصنوعة من جريد النخل لتكون مقر إقامتهم خلال فترة انتظار الطيور المهاجرة، مجهزة بكل ما يحتاجونه.
تشير بيانات محافظة شمال سيناء إلى أن نحو 300 نوع من الطيور المهاجرة تمر عبر مصر خلال هذا الموسم، بما في ذلك أنواع مثل البجع، البشاروش، البلشون، أبو قردان، اللقلق، والصقور، تشكل هذه الطيور جزءًا من التنوع البيولوجي في المنطقة وتسهم في الحفاظ على التوازن البيئي.
أعلنت إدارة شؤون البيئة بمحافظة شمال سيناء عن بدء موسم صيد السمان والشرشير الصيفي على سواحل المحافظة، واستقبال طلبات المواطنين الراغبين في ممارسة الصيد.
يبدأ موسم الصيد من سبتمبر ويستمر حتى 15 نوفمبر 2024، ويتاح للمواطنين ممارسة الصيد بعد تقديم طلبات الترخيص لمجالس المدن وسداد الرسوم المقررة.
تم تحديد بوغاز رقم 2 على ساحل بحيرة البردويل كحد فاصل لإصدار تصاريح صيد السمان بين مركزي العريش وبئر العبد، يُحدد الترخيص لصيد السمان على الساحل بمسافة لا تقل عن 200 متر مقابل رسوم قدرها 20 جنيهًا، وبحد أقصى 1 كيلومتر مقابل 100 جنيه، مع إمكانية تخصيص مساحات أصغر، وتُسدد الرسوم إلى حساب صندوق حماية البيئة.
بالنسبة لصيد الشرشير الصيفي، تم تحديد رسوم قدرها 25 جنيهًا لرخص التعايش و100 جنيه لرخص الهواة. يُحظر إقامة الشباك على مسافة تقل عن 200 متر من شاطئ البحر وبما لا يتجاوز حدود المساكن والمباني، باستثناء مشاريع التنمية القومية، حيث يُسمح بوضع الشباك في أقصى مسافة تسمح بها هذه المناطق، على ألا يتجاوز طول الشبك 20 مترًا، مع ترك مسافة 25 مترًا من المساحة المرخص بها بدون شباك، يجب ألا يزيد ارتفاع الشباك عن 3 أمتار، وأن تكون مصنوعة من خيوط الغزل وليس النايلون، وأن تكون في صف واحد فقط، بالنسبة للعشوش، يجب أن تكون الفواصل بينها لا تقل عن 5 أمتار من جميع الجهات حفاظًا على الطيور المهاجرة.
يجب على طالب الترخيص لصيد السمان فقط إطلاق سراح الطيور الأخرى التي قد تقع في الشباك مثل المرعة والجوارح والطيور المغردة، وتسليم الطيور المريضة إلى أقرب محمية لرعايتها.
يُمنع استخدام الأجهزة الصوتية فوق الصوتية في عمليات الصيد، وتقتصر أدوات الصيد المسموح بها على الشباك والعشوش والطراحة والرماكة وبنادق ضغط الهواء لطائر السمان، والبنادق الخرطوشية لطائر الشرشير الصيفي.
تتولى مجالس المدن تحديد مواقع الشباك وإخطار مخابرات الحدود بنسخة من الخريطة، مع ضرورة الحصول على الموافقات الأمنية لممارسة نشاط الصيد، كما تُسهل وزارة الداخلية حصول أصحاب الرخص على الخرطوش اللازم للصيد وفقًا للاشتراطات.
تُشكَّل لجنة لفحص النزاعات بين المواطنين ومراجعة الطعون الخاصة بتصاريح السمان واتخاذ القرارات المناسبة، يُحظر الصيد داخل المحميات الطبيعية المعلنة بالمحافظة، ويجب على الصيادين التزامهم بوقف الصيد وإزالة الشباك عند ظهور أي مخاطر وبائية أو صدور قرار من المحافظة أو وزيرة البيئة أو الجهات الأمنية، يتم تجميع السمان تحت إشراف مديرية الطب البيطري وإدارة شؤون البيئة، وتُجرى عملية الذبح في المجازر المعتمدة، ويُمنع تداول السمان والشرشير الصيفي حيًا في الأسواق.
تُطبق العقوبات المنصوص عليها في قوانين المحميات الطبيعية والبيئة على المخالفين، ويُلغى تصريح الصيد ويتم التحفظ على أدوات الصيد حتى انتهاء الموسم.