كان يا ما كان في قديم الزمان، كان هناك ملك يدعى شهريار، تعرض للخيانة من قبل زوجته، فأصيب بحالة كراهية شديدة تجاه جميع النساء، قرر أن يتزوج كل يوم امرأة جديدة ثم يقتلها في صباح اليوم التالي، ليضمن عدم خيانته مرة أخرى، عاش الملك في هذه الدوامة حتى جاءت شهرزاد، ابنة وزير الملك، وأظهرت شجاعة كبيرة عندما وافقت على الزواج منه.
كانت شهرزاد ذكية وحكيمة، وقررت أن تغير مجرى حياة الملك في كل ليلة، كانت تروي له قصة شيقة، لكنها لا تكملها، مما يثير فضول الملك ويجعله يؤجل قتلها حتى يسمع نهاية القصة× استمرت شهرزاد في هذا النهج لمدة ألف ليلة وليلة، حتى شفي الملك من كراهيته للنساء وأحب شهرزاد وأصبح يعاملها بكل احترام.
في الليلة الأولى، بدأت شهرزاد قصتها وقالت: “بلغني أيها الملك السعيد، أنه كان هناك تاجر كثير المال والمعاملات في البلاد، في يوم من الأيام، قرر أن يرتاح قليلاً فجلس تحت شجرة، وأكل تمرة ورمى نواتها بعيداً، فجأة، ظهر عفريت طويل القامة يحمل سيفاً، وهدد التاجر بالقتل، اندهش التاجر وسأله: ‘لماذا تريد قتلي؟’ فرد العفريت: ‘لقد قتلت ولدي!’
تفاجأ التاجر وسأل: ‘كيف حدث ذلك؟’ فقال العفريت: ‘عندما رميت نواة التمرة، أصابت صدر ولدي وقتلته’ توسل التاجر للعفريت قائلاً: ‘أعطني فرصة للعودة إلى بيتي وتوديع عائلتي وتسوية أموري، وسأعود إليك’ وافق العفريت وأطلق سراحه.
عاد التاجر إلى بيته وأخبر عائلته بما حدث، وقضى معهم عاماً كاملاً قبل أن يعود للعفريت. في اليوم المحدد، توجه التاجر إلى المكان المتفق عليه، وهناك قابل شيخاً كبيراً ومعه غزالة مسلسلة، عندما علم الشيخ بقصة التاجر، قرر البقاء معه حتى يرى ما سيحدث.
وفي أثناء حديثهم، وصل شيخ آخر ومعه كلبتان، ثم شيخ ثالث مع بغلة، بينما كانوا يتحدثون، ظهرت غيمة كبيرة وعاصفة، وإذا بالعفريت يظهر بسيفه، ويهدد التاجر بالقتل، توسل الشيخ الأول للعفريت قائلاً: ‘إذا رويت لك حكاية غريبة وأعجبتك، هل تهب لي ثلث دمه؟’ وافق العفريت.
بدأ الشيخ الأول في رواية قصته قائلاً: ‘كانت هذه الغزالة بنت عمي وزوجتي، لم نرزق بأطفال، فاتخذت جارية ورزقت منها بولد. غارت الغزالة وسحرت الولد إلى عجل والجارية إلى بقرة. وعندما علمت الحقيقة، طلبت من الراعي أن يحضر لي العجل، وكان هو ابني، عندما رآني العجل، جاء نحوي وبكى، فتركت ذبحه عندها، جاء الراعي بامرأة عجوز عالمة بالسحر، وحلت السحر عن ابني والجارية’.
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فتوقفت عن الكلام، وأبدى الملك رغبته في معرفة بقية القصة في الليلة التالية، وهكذا استمرت شهرزاد في حكاياتها، لتغير قلب الملك شهريار وتعيد إليه الثقة في الناس.