prayer-times
prayer-times
prayer-times
ثقافةمنوعات

ماذا يفعل الحاج في منى وما سر تسميته؟

يقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومزدلفة، على بُعد 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ويُعد أحد المشاعر المقدسة التي لا تُسكَن إلا خلال موسم الحج.

يُحد منى من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مزدلفة وادي محسر، ويُعد من أكبر المشاعر مساحةً في مكة، حيث تبلغ مساحته بحدوده الشرعية نحو 16.8 كيلومترًا مربعًا، وتُستخدم مساحة تقدر بـ2.5 مليون متر مربع لنصب الخيام التي تؤوي الحجاج، ليكون بذلك أكبر مدينة خيام في العالم، بسعة تصل إلى 2.6 مليون حاج.

ماذا يفعل الحاج في منى؟

يصل حجاج بيت الله الحرام إلى منى في صباح يوم التروية، الثامن من ذي الحجة، استعدادًا للوقوف بعرفة في اليوم التالي، ويُستحب التوجه إلى منى قبل الزوال – أي قبل وقت الظهر – لأداء صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر التاسع قصراً دون جمع، مع المبيت في منى.

وفي صبيحة العاشر من ذي الحجة، وهو يوم النحر ويُعرف أيضًا بـ”يوم الحج الأكبر”، يعود الحجاج إلى منى بعد المبيت في مزدلفة، لرمي جمرة العقبة الكبرى، ثم النحر، فالحلق أو التقصير، ثم التوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.

بعد أداء هذه المناسك، يمكث الحجاج في منى خلال أيام التشريق (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث: الجمرة الصغرى، والوسطى، والكبرى، ما لم يتعجلوا في اليوم الثاني عشر، لقوله تعالى:
“وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ، فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى” (البقرة: 203).

سر التسمية

تعددت الروايات حول تسمية منى، فقد أرجعها بعض المؤرخين إلى كثرة الدماء التي كانت تُراق فيها من الأضاحي المشروعة خلال موسم الحج. بينما يرى آخرون أن التسمية جاءت من تمنّي آدم عليه السلام الجنة في هذا الموضع، وقيل أيضًا إن منى سُميت كذلك لاجتماع الناس بها، والعرب تسمي كل مكان يُجتمع فيه “منى”.

فضائل منى

يحمل مشعر منى رمزية عظيمة في الإسلام، ففيه رجم نبي الله إبراهيم عليه السلام الشيطان، وذبح الفدية بدلًا من ابنه إسماعيل عليه السلام، في قصة وردت في القرآن الكريم بقوله تعالى:

“فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ، وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا…” (الصافات: 103–107)

كما شهدت منى نزول سورة النصر على النبي محمد صلى الله عليه وسلم خلال حجة الوداع، وهي السورة التي بُشّر فيها بقرب اكتمال الرسالة وفتح مكة.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى