
سجون بشار الأسد، لفتت السجون السورية، بعد سقوط نظام بشار الأسد، أنظار العالم بسبب ما وثق من انتهاكات جسيمة وواسعة النطاق، تُقدر أعداد المعتقلين في سوريا بالآلاف، حيث تعرضوا لعشرات أساليب التعذيب، بما في ذلك الجلد، والاغتصاب، والإجبار على تقليد الحيوانات.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، شهد معتقلون سابقون تجارب مرعبة، أحد السجناء في سجن المزة العسكري بدمشق تحدث عن ضابط يُلقب بـ”هتلر”، اشتهر بساديته وإقامته عروضًا “ترفيهية” على حساب السجناء، يجبرهم خلالها على تقليد أصوات الحيوانات أمام ضيوفه، مع تعريض من يفشل في القيام بذلك لعقوبات جسدية قاسية.
روى السجين أن حراس المزة كانوا يعلقون السجناء عراة على الأسوار ويرشونهم بالماء البارد خلال الليالي شديدة البرودة، كما اكتشف السجين، في موقف مأساوي، أن امرأة كان يسمع صرخاتها من زنزانة مجاورة كانت والدته.
في ذات السياق، كشف عن وفاة 19 من رفاقه في الزنزانة خلال شهر واحد بسبب التعذيب، المرض، أو الإهمال، وأوضح أن العزلة الطويلة دفعت بعض السجناء إلى الاعتقاد بأن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، الذي أُعدم في 2006، لا يزال حيًا وأنه سيحررهم.
أساليب التعذيب الممنهجة
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 72 طريقة تعذيب اعتمدها النظام السوري، من بينها:
- صعق الأعضاء التناسلية بالكهرباء.
- تعليق الأجساد بأوزان ثقيلة.
- الحرق باستخدام الزيت أو البارود.
- سحق الرؤوس بين الجدران وأبواب الزنازين.
- إدخال إبر معدنية في الجسد.
- حرمان السجناء من الملابس والنظافة الأساسية.
تقول مريم خليف، معتقلة سابقة، إنها احتُجزت مع 6 نساء أخريات في زنزانة ضيقة، حيث تعرضن للتعذيب والاعتداءات الجنسية، ووصفت كيف كان الحراس يعتدون على الفتيات الجميلات وينقلونهن ليلاً إلى مكاتب كبار المسؤولين حيث يتعرضن للاغتصاب.
سجن صيدنايا: “المسلخ البشري”
يُعتبر سجن صيدنايا أحد أسوأ مراكز الاحتجاز في سوريا. وفقًا لمنظمة العفو الدولية، قُتل ما بين 5000 و13000 شخص في هذا السجن بين 2011 و2015، من خلال عمليات شنق جماعية كانت تُنفذ عادة في ليالي الإثنين والأربعاء.
تحدث الناجون عن محاكمات شكلية لا تتجاوز مدتها بضع دقائق، يُحكم خلالها على المعتقلين بالإعدام. كان السجناء يُحتجزون في زنازين شديدة البرودة، مصممة لشخص واحد ولكنها كانت تستوعب حتى 15 شخصًا، حيث تعرضوا لصنوف مختلفة من التعذيب.
كما أوضح الناجون قدرتهم على التمييز بين أصوات أدوات التعذيب المختلفة، مثل الأحزمة والكابلات الكهربائية، التي كانت تُستخدم لضرب السجناء.
معاناة مستمرة وذاكرة دامية
ما حدث في السجون السورية، خاصة في صيدنايا والمزة، يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، تُجمع شهادات الناجين لتوثيق هذه الجرائم وتقديم مرتكبيها للعدالة، ومع ذلك، يبقى مصير الآلاف من المعتقلين والمفقودين غير معروف، ما يجعل قضية العدالة والمساءلة مطلبًا ملحًا.