أزمات الكهرباء والطاقة تواجه أوروبا بسبب موجة الحر الشديدة.. تأجج المخاوف من انهيار نظام الطاقة يدفع دولا لاتخاذ إجراءات وبروتوكولات جديدة
تشهد دول أوروبا موجة حر شديدة أدت إلى حرائق غابات، ومقتل عشرات الأشخاص، وخسائر اقتصادية فادحة، بالإضافة إلى أزمات انقطاع التيار الكهربائي وأزمة طاقة. دفعت هذه التحديات بعض الدول إلى اتخاذ إجراءات جديدة للحد من انهيار قطاع الطاقة في ظل ارتفاع جديد لأسعار الغاز في السوق الأوروبية.
انقطاع الكهرباء:
تدرس إسبانيا ودول أوروبية أخرى بروتوكولات للتغلب على انقطاع الكهرباء في جميع أنحاء البلاد، الناتج عن أزمة الطاقة وارتفاع درجات الحرارة، وذلك بسبب مخاوف من انهيار نظام الطاقة الذي قد يؤثر سلباً على الدول المجاورة، وفقاً لصحيفة “الكونفدنثيال” الإسبانية.
حذرت النمسا من وضع مروع بسبب ارتفاع درجات الحرارة وأزمة الطاقة الناجمة عنه، حيث أدت هذه الأزمة إلى انقطاع التيار الكهربائي. وأشارت وزيرة الدفاع النمساوية، كلوديا تانر، إلى أن المشكلة تشكل “خطرًا واقعيًا ومستهانًا به”، مشددة على ضرورة إيجاد حلول لأزمة الكهرباء في الدول الأوروبية. كما أجرى الجيش النمساوي مناورات استعداداً لهذا الاحتمال، وحثت الحكومة المواطنين على الحصول على الإمدادات الأساسية مثل الشموع والبطانيات والأطعمة المعلبة لمواجهة هذا السيناريو.
في إسبانيا، بدأت تزداد المخاوف من إمكانية انقطاع الكهرباء على مستوى واسع، خاصة مع أزمة إمدادات الغاز.
أسعار الغاز:
وصلت أسعار الغاز الطبيعي في السوق الأوروبية إلى أعلى مستوى لها منذ بداية العام في الأسبوع الأول من يونيو، حيث بلغت ما يقرب من 38 يورو لكل ميجاوات في الساعة، بعد انهيار التدفقات من النرويج، وارتفعت أسعار العقود الآجلة لـ TTF الهولندية، المرجعية لأوروبا، بأكثر من 11% خلال الجلسة، وهو أكبر ارتفاع خلال العام، بسبب انقطاع غير مخطط له في مصنع نيهامنا في النرويج، وفقًا لبلومبرج.
التأثير الاقتصادي:
تسببت الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ في تكبد الاتحاد الأوروبي 650 مليار يورو خلال الأربعين سنة الماضية، وفقًا لوكالة البيئة الأوروبية، وتشمل هذه الكوارث حرائق الغابات والجفاف وموجات الحرارة والأعاصير والعواصف الكبرى، حيث أصبحت أوروبا القارة الأسرع احتراراً على مستوى العالم منذ عام 1980.
سجلت ألمانيا أكبر قدر من الخسائر المالية بمبلغ يقارب 167.3 مليار يورو، تليها فرنسا بـ120.6 مليار، وإيطاليا بـ111.1 مليار، وجاءت إسبانيا في المركز الرابع بأضرار تجاوزت 83.7 مليار، مما يمثل 13% من إجمالي الخسائر المالية التي سجلتها أوروبا خلال الأربعين سنة الماضية.