اللامبالاة كانت أسرع من الإسعاف.. سقوط طالبة من مبنى كلية العلوم بجامعة الزقازيق قضاء وقدر أم..؟

في صباح مأساوي داخل حرم جامعة الزقازيق، وتحديدًا في كلية العلوم، فارقت طالبة الحياة بعد سقوطها من الطابق الخامس بمبنى الرياضيات، وسط صدمة طلابية وشهادات صادمة عن تقاعس في التعامل مع الحادث، ما أثار موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.
تفاصيل اللحظات الأخيرة
رغم أن مبنى كلية العلوم يقع على بُعد أمتار من مستشفى الجامعة ومستشفى صيدناوي المجاور، إلا أن سرعة الاستجابة للحادث جاءت أقل بكثير من المتوقع، وبحسب شهود عيان، فإن أفراد الأمن داخل الكلية رفضوا في البداية الاتصال بالإسعاف، خوفًا من تحمّل المسؤولية.
وأكد بعض الطلاب أن المدرجات أُغلقت من قِبل أعضاء هيئة التدريس بسبب الامتحانات، فيما انشغل آخرون بتوثيق اللحظة المؤلمة بهواتفهم.
وقال أحد طلاب الكلية في شهادته : “البنت كانت لسة بتتحرك بعد ما وقعت، لكن محدش اتصرف، الأمن كان بيقول مش شغلنا، والإسعاف اتأخرت أكتر من نص ساعة، ولما جت، الفني رفض ينزل يشيلها”.
ردود أفعال متباينة
أحد أعضاء اتحاد الطلبة قال إنهم حاولوا السيطرة على الموقف ومنع التصوير، مؤكدًا: “كنا بنجمع الموبايلات من الناس اللي بتصور عشان نحافظ على حرمة الموقف، لكن الغريب إن محدش من المسؤولين قرر يتدخل فعليًا لإنقاذها”.
أما المفاجأة الأكبر، فكانت بحسب بعض الطلاب، أن المستشفى الجامعي رفض استقبال الحالة بدون بطاقة هوية أو ضامن، واشترطت إدارة الطوارئ قطع تذكرة أولًا، وهو ما تسبب في تأخر إدخالها، لتلفظ أنفاسها الأخيرة دون تدخل طبي فعّال.
يرى متداولي مواقع التواصل الإجتماعي، أن غياب خطة طوارئ واضحة داخل المؤسسات التعليمية، وضعف ثقافة التدخل الإنساني، والخوف المبالغ فيه من “اللوم الإداري”، كلها عوامل تُعطل إنقاذ الأرواح في اللحظات الحرجة.
على منصات التواصل، دشن طلاب الجامعة حملة للمطالبة بفتح تحقيق عاجل في الواقعة، ومحاسبة كل من تسبب في التأخير أو التقاعس، سواء من الأمن أو الإسعاف أو المستشفى، كما طالبوا بضرورة توفير فرق تدخل سريع داخل الجامعات تكون مدربة على التعامل مع الحوادث الطارئة.