
مع غروب شمس اليوم الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك، يترقب الصائمون لحظة الإفطار بقلوبٍ خاشعة وألسنة تلهج بالدعاء، فهي من أعظم الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء. فالإفطار في رمضان ليس مجرد إنهاء فترة الصيام، بل هو لحظة قرب من الله وفرصة ذهبية للابتهال إليه وطلب المغفرة والرحمة.
دعاء الإفطار المأثور
من السنن النبوية التي يُستحب للمسلمين اتباعها عند الإفطار، ترديد الدعاء الذي قاله النبي ﷺ بعد الإفطار:
“ذهبَ الظَّمأُ، وابتلَّت العروقُ، وثبُتَ الأجرُ إن شاءَ اللهُ.” (رواه أبو داود)
هذا الدعاء يحمل في طياته معاني الامتنان والشكر لله الذي أعان الصائم على الصيام وأكرمه ببلوغ لحظة الإفطار، وهو أيضًا تعبير عن اليقين في وعد الله بالأجر والثواب.
الدعاء قبل الإفطار مستجاب
يُستحب للصائم أن يكثر من الدعاء قبل الإفطار، فقد ثبت عن النبي ﷺ أن للصائم عند فطره دعوة لا تُرد. ومن الأدعية المستحبة التي يمكن ترديدها في هذه اللحظات المباركة:
• اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، فاغفر لي ما قدّمت وما أخّرت.
• اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي وترحمني وتعتقني من النار.
• اللهم اجعل صيامي وقيامي خالصًا لوجهك الكريم، وبلغني ليلة القدر، واغفر لي ولوالدي وللمسلمين أجمعين.
فضل الدعاء في رمضان
الدعاء في رمضان عامة، وعند الإفطار خاصة، من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه، فقد قال الله تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان” (البقرة: 186).
وقد جاء في الحديث أن رسول الله ﷺ قال: “ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم” (رواه الترمذي). وهذا يدل على أن لحظة الإفطار فرصة عظيمة لرفع الأكف إلى السماء وطلب ما يشاء الإنسان من خيري الدنيا والآخرة.
روحانية الإفطار في العشر الأواخر
كون هذا الإفطار يأتي في العشر الأواخر من رمضان، فهو فرصة ذهبية للاقتراب من الله، خاصة مع تحري ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. لذا، ينبغي على الصائم أن يحرص على استغلال هذه الأيام بالدعاء والاستغفار، طلبًا للرحمة والعتق من النار.