
سلمت البعثة الأثرية المكسيكية مقبرة “تيبانا 39” بعد ترميمها إلى السلطات المصرية والشعب المصري، ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، وذلك عقب انتهاء مشروع البحث والصيانة والترميم الذي استمر لمدة 19 عامًا في منطقة وادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر، جاء هذا الإعلان في بيان أصدرته سفارة المكسيك بالقاهرة.
وشهدت مراسم التسليم الدكتورة جابريلا أراتشي، مديرة البعثة الأثرية المكسيكية، التي رافقت سفيرة المكسيك بالقاهرة، السفيرة ليونورا رويدا، خلال مؤتمر صحفي أُقيم داخل الرواق المُرمم بمقبرة “تيبانا 39”.
وخلال المؤتمر، تم تسليم الموقع إلى الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية، ممثلًا عن الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
حضر المؤتمر الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات ووزير الآثار الأسبق، الذي كان شاهدًا على بداية أعمال الحفظ والترميم لهذا المشروع، إلى جانب الدكتور بهاء جابر، المدير العام لآثار البر الغربي بالأقصر.
نفذ مشروع الترميم بموافقة وإشراف وزارة السياحة والآثار المصرية ووزارة الثقافة والمجلس الأعلى للآثار، وبمساندة الجمعية المصرية للمصريات، والمعهد الوطني للأنثروبولوجيا والتاريخ بالمكسيك (INAH)، وسفارة المكسيك بالقاهرة، يعكس هذا المشروع روح التعاون الدولي في مجال صون التراث الثقافي، ويبرز اهتمام المكسيك بحماية الآثار.
مواصفات مقبرة “تيبانا 39”
المقبرة، التي تعود إلى الكاهن “بوميرا”، الكاهن الثاني للإله أمون خلال فترة حكم الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث، تُعد من أهم المعالم الجنائزية والمعمارية المميزة لعصر الأسرة الثامنة عشرة (حوالي 1500 ق.م).
تمتد المقبرة بطول 16.77 مترًا، وعرض 12.15 مترًا، وارتفاع 3.79 مترًا، وهي محفورة في الحجر الجيري، تحتوي على فناء خارجي برواق وممر يؤدي إلى ثلاث غرف داخلية مزخرفة متعددة الألوان.
جهود الترميم
منذ عام 2005، قادت الدكتورة أراتشي فريقًا من علماء الآثار والمُرممين والمؤرخين والخطاطين المكسيكيين، بمشاركة عمال مصريين، في تنفيذ أعمال دقيقة للحفاظ على المقبرة، تم استرداد قطع أثرية فريدة ذات أهمية تاريخية كبيرة، كما استخدمت وسائل ترميم مستدامة لضمان حماية هذا الكنز الثقافي للأجيال المقبلة.
رمزية المشروع
يعكس مشروع ترميم مقبرة “تيبانا 39” التزام المكسيك بحفظ التراث الثقافي للبشرية، ويُجسد عمق العلاقات الودية بين مصر والمكسيك، كما يُبرز التعاون الدولي والجهود المشتركة لحماية التراث الثقافي المصري وتقدير العالم له.