سياسي سوري لـ«الجورنال»: سقوط النظام بداية سفينة النجاة للشعب السوري.. والجماعات الإسلامية لن تمثل خطر إلا في هذه الحالة

ذكر قصي عبيدو، الباحث والمحلل السياسي السوري المتخصص في العلاقات الدولية، أن التطورات الأخيرة في سوريا يمكن اعتبارها سقوطًا فعليًا لنظام بشار الأسد، وهو ما يمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق تطلعات الشعب السوري الذي عانى طويلاً من تداعيات سياسات النظام الداخلية والخارجية، وكذلك ممارساته القمعية.
وقال عبيدو، في تصريحات خاصة لـ«الجورنال»، إن أبرز ما واجهه السوريون خلال الأعوام الماضية كان غياب مقومات الحياة الأساسية، إضافة إلى تفشي الفقر والجوع بشكل غير مسبوق.
وأوضح أن ما حدث يُعبّر عن تطلع شعبي طويل الأمد، وعلى الرغم من أن هذه التغيرات لم تكن نتيجة مباشرة لتحرك عسكري من الجيش الوطني، إلا أنها كانت بمثابة الحلم الذي راود السوريين لعقود.
وأضاف: “النظام هو الذي سقط، بينما الدولة استمرت، وما نراه من مظاهر الفرحة على وجوه السوريين دليل واضح على ذلك، رغم استمرار بعض التحديات”.
قراءة السوريين للتطورات
وأشار عبيدو إلى أن الشعب السوري محق في نظرته لهذه الأحداث، لا سيما بعد حرب استمرت ثلاثة عشر عامًا، دمرت خلالها البنية التحتية وخسرت سوريا آلاف الأرواح.
وأضاف: “النظام المخلوع فشل طوال هذه السنوات في تقديم أي حلول عملية، واستمر في سياسة الهروب إلى الأمام، مما جعل هذه اللحظة نقطة تحول نحو أمل جديد للشعب”.
استشراف مستقبل سوريا
وفيما يتعلق بالمستقبل، يرى عبيدو أن الالتزام بضمان الأمن وتجاوز النعرات الطائفية سيكون أساسيًا لتحسين الأوضاع الأمنية.
وعلى الصعيد السياسي، أشار إلى وجود تحديات كبيرة نتيجة تباين وجهات النظر بين الفصائل المسلحة المختلفة والمعارضين السياسيين.
وقال: “نحن بحاجة إلى وقت كافٍ لإيجاد صيغة توافقية تُرضي جميع الأطراف وتؤسس لحكومة تمثل كل مكونات الشعب السوري”.
الدستور ومسار التغيير
وعن مسألة الدستور، أوضح عبيدو أن تعديل الدستور كان مطروحًا بالفعل قبل سقوط النظام وفق اتفاقيات جنيف، ولكن الآن أصبح التغيير الشامل ضرورة لا مفر منها.
وأكد أن الثورة لم تستهدف النظام السياسي فقط، بل سعت أيضًا لإعادة تشكيل الأسس الاجتماعية والاقتصادية في سوريا.
التحديات والمخاوف
وقال عبيدو: “الشهور القادمة، وحتى مارس تحديدًا، ستكون حاسمة لمعرفة شكل الحكومة الجديدة ومدى قدرتها على تحقيق تطلعات الشعب”.
واختتم عبيدو حديثه بالإشارة إلى المكاسب المنتظرة، مثل تحقيق الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، لكنه أعرب عن قلقه من احتمالية هيمنة جماعات متطرفة أو تشكيل حكومة تستبعد أطيافًا واسعة من الشعب.