كشفت إحدى الناجيات من مدينة الفاشر السودانية تفاصيل مروّعة عن الأحداث التي شهدتها المدينة عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها، في ظل تصاعد المخاوف من تصفيات ذات طابع عِرقي، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز».
وقالت إكرام عبد الحميد، التي نجحت في الهروب مع أطفالها الثلاثة وحفيدها، إن مقاتلي الدعم السريع أطلقوا النار على الرجال أثناء محاولتهم الفرار بعد سقوط المدينة، مضيفة أنها فقدت زوجها وسط الفوضى.
وأوضحت الناجية أن المسلحين أقاموا حواجز ترابية على مداخل المدينة، حيث تم فصل الرجال عن النساء، ثم اختاروا عددًا من الرجال وأعدموهم ميدانيًا أمام أعين النساء، قبل أن يُسمح للأخيرات بالمغادرة.
وأشارت إلى أن حفيدها الرضيع، الذي فقد والديه خلال الحصار، أصيب بسوء تغذية حاد، واضطرت لإطعامه علفًا متعفنًا للحيوانات حتى تمكنت من الوصول إلى بلدة طويلة، حيث يتلقى الطفل حاليًا العلاج عبر الوريد.
وأظهرت صور أقمار صناعية حديثة لمختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل، وجود مجموعات من الجثث قرب الحواجز التي أنشأتها قوات الدعم السريع، مع بقع يُعتقد أنها دماء، ما يدعم روايات الشهود حول الإعدامات الميدانية.
وأعربت الأمم المتحدة عن صدمتها من تقارير الانتهاكات، التي شملت عمليات إعدام عاجلة ومهاجمة المدنيين ومنعهم من الفرار إلى مناطق آمنة، فيما أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن ثلاثة أرباع الأطفال الذين وصلوا إلى بلدة طويلة يعانون من سوء تغذية حاد، بينهم أكثر من ربع في حالة حرجة.
ووفقًا لبيانات المنظمة الدولية للهجرة، نزح أكثر من 26 ألف شخص من الفاشر خلال يومين فقط، بينما ما يزال نحو 250 ألفًا داخل المدينة المحاصرة، لتستمر مأساة دارفور في مشهد يعيد للأذهان أسوأ فصول الحرب الأهلية.





جوجل نيوز
تطبيق نبض
واتس اب



