صعود وهبوط بلبن: من الكسكسي إلى الكعك.. كيف تحولت قصة نجاح إلى سلسلة أزمات؟

على مدار سنوات قليلة، تحولت سلسلة محلات الحلويات والمأكولات الشرقية الشهيرة “بـلبن” من تجربة محلية ناجحة في الإسكندرية إلى مشروع توسعي ضخم شمل القاهرة، والخليج، وعدد من الدول العربية، قبل أن تبدأ فروعه في الإغلاق واحدًا تلو الآخر، وسط اتهامات، وأزمات صحية، وعاصفة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي.
البداية من الإسكندرية: قصة نجاح كسكسي وحلويات
كانت انطلاقة “بـلبن” الأولى في الإسكندرية، حيث لاقت منتجاته رواجًا كبيرًا، خاصة طبق الكسكسي الذي اعتبره الزبائن أيقونة المحل. لم تكن الزحمة في الفروع تُزعج الزبائن بقدر ما كانت مؤشرًا على جودة الطعام وسرعة الأداء. القصة بدأت بسيطة.. محل ناجح وجمهور وفيّ.
الانتقال للقاهرة: الشهرة عبر التأخير
مع الانتقال إلى القاهرة، وتحديدًا إلى حي الكوربة، بدأت تجربة جديدة لـ “بـلبن”، هذه المرة، لم تكن الأضواء بسبب جودة الطعام فقط، بل بسبب تأخير تسليم الطلبات. وعلى غير المتوقع، تحوّل هذا التأخير إلى عنصر جذب، حيث انتشر الحديث عن المحل على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ في تصدر التريندات.

العلامات التجارية الوهمية.. و”كشري الوزير”
فيما بعد، ظهرت علامات تجارية أخرى مثل “بهيج” و”كرم الشام”، وانتشرت تكهنات بأن جميعها تابعة لنفس الجهة، باستخدام نفس السياسات الدعائية. ثم جاءت النقلة الأبرز عندما أعاد تقديم وصفة كشري كانت تُعرف باسم “كشري الوزير”، ولاقت رواجًا هائلًا، حتى وصل عدد العملاء لأرقام ضخمة – قيل إنها تخطت 12 ألف عميل يوميًا.
نهاية الكسكسي وبداية الانحدار
في مرحلة معينة، تخلّى “بـلبن” عن الكسكسي – الطبق الذي بدأ به مشواره – وبدأ يركّز على التريندات الموسمية، توسع بشكل ضخم وسريع، وبدأ في تقديم منتجات جديدة مثل الشوكولاتة، ثم دخل سوق الكحك والحلويات الموسمية، وتوسّع خارج مصر عبر بيع “الفرانشايز”.

الاعتماد على محتوى الإنترنت.. والإعلانات المثيرة للجدل
تزامن هذا التوسع مع اعتماد متزايد على صُنّاع المحتوى (الإنفلونسرز)، الذين روجوا للمنتجات من أماكن سياحية كدهب والساحل. ثم أطلق حملة دعائية أثارت جدلاً واسعًا، بسبب تشابه شخصية بالإعلان مع مؤسس إحدى أشهر سلاسل الحلويات، مما عُدّ “إسقاطًا غير لائق”.
الأزمات تبدأ: تسمم، قضايا، وإغلاق فروع
بدأت فصول الأزمة الحقيقية عندما أُغلقت فروع “بـلبن” في السعودية إثر بلاغات عن حالات تسمم، تبعها حملة هجوم إلكتروني ضارية على مواقع التواصل، ثم صدور قرارات بإغلاق 110 فرع في مصر، بنفس السرعة التي تم افتتاحها بها. في ظل كل هذا، بدأت الشركة تناشد الجهات الرسمية وتلتمس تدخل رئاسة الجمهورية.
هل كانت وسوسة؟ أم سوء إدارة؟
البعض يرى أن قصة “بـلبن” لم تكن سوى نتيجة منطقية لتوسع سريع وغير مدروس، في حين يعتبرها آخرون نموذجًا لحالة “وسوسة” إدارية، حيث تم التخلي عن عناصر النجاح الأساسية من جودة وابتكار لصالح الشهرة والانتشار السريع.





جوجل نيوز
تطبيق نبض
واتس اب



