نمو صادرات الغاز المسال الروسية المتجهة إلى أسواق الاتحاد الأوروبى.. استحوذ على 56% من إجمالى صادرات موسكو
ذكر تقرير “تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين” أن روسيا تعتبر رابع أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال عالميًا، حيث بلغت صادراتها خلال الربع الأول من عام 2024 نحو 8.7 مليون طن، مقارنة بـ 8 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2023، مما يمثل نسبة نمو سنوية قدرها 8.7%.
وأشار التقرير، الذي أعده المهندس وائل حامد، خبير الصناعات الغازية بمنظمة “أوابك”، إلى أن روسيا تمتلك ثلاث محطات لإسالة الغاز تعمل بأعلى من طاقتها التصميمية الإجمالية، التي تقدر بنحو 29.3 مليون طن سنويًا، نظرًا لاستمرار نمو الطلب على الغاز الطبيعي المسال الروسي في السوق الأوروبي، وتعد بلجيكا، وإسبانيا، وفرنسا الأسواق الرئيسية المستقبلة للغاز الروسي في أوروبا، بموجب تعاقدات طويلة الأمد ما زالت سارية بين الشركات الأوروبية والروسية.
وشهدت صادرات روسيا من الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي نموًا مستمرًا، حيث استحوذت على 56% من إجمالي صادرات روسيا خلال الربع محل الدراسة، مقارنة بـ 52% خلال الفترة المماثلة من العام السابق، بينما استقبلت الأسواق الآسيوية 40%، وتركيا وبريطانيا 4%.
وأضاف التقرير أن المفوضية الأوروبية أوصت في وقت سابق الشركات الأوروبية بعدم تجديد أي تعاقدات لشراء الغاز الطبيعي المسال الروسي، لكنها تركت لكل دولة من دول الاتحاد اتخاذ قرار الحظر على واردات الغاز الروسي، ومع استمرار تدفق الواردات من روسيا إلى الموانئ الأوروبية، تعتزم المفوضية إصدار قرار يمنع الشركات الأوروبية من إعادة تصدير شحنات الغاز الطبيعي المسال الروسي من الموانئ الأوروبية إلى الأسواق الآسيوية.
وتابع التقرير أنه بخلاف المحطات الثلاث العاملة في روسيا، كان من المقرر بدء التشغيل التجاري لأول وحدة إسالة في مشروع Arctic -2 LNG بطاقة 6.6 مليون طن سنويًا، وانطلاق عملية التصدير إلى الأسواق العالمية. إلا أن شركة Novatek المشغلة للمحطة لم تتمكن من تحميل أي شحنات لعدم توفر ناقلات كاسحة للجليد (Ice-Class Tankers) المخصصة لنقل الشحنات من المنطقة التي يقع بها المشروع في شمال روسيا، نتيجة للعقوبات الأمريكية التي استهدفت المشروع والكيانات العاملة معه في أواخر عام 2023، مما اضطر Novatek إلى إيقاف عملية إسالة الغاز بعد امتلاء صهاريج التخزين بالمحطة، وبسبب هذه العقوبات، يظل مصير مشروع Arctic -2 LNG مجهولًا في ظل نقص الناقلات الكاسحة للجليد المخصصة لنقل إنتاج المشروع، الذي كان من المخطط أن يضم ثلاث وحدات إسالة بطاقة إجمالية 19.2 مليون طن سنويًا.
وأشار التقرير إلى أن من أبرز تطورات الربع الأول من عام 2024 انضمام الكونغو إلى مجموعة الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال، بعد تشغيل وحدة الإسالة العائمة الأولى في مشروع Congo LNG، والذي تطوره شركة Eni الإيطالية، وتصدير أول شحنة تجارية في فبراير 2024 إلى إيطاليا.
يذكر أن المشروع يضم وحدتي إسالة غاز، الأولى بطاقة 0.6 مليون طن سنويًا وهي التي تم تشغيلها، والثانية بطاقة 2.4 مليون طن سنويًا ومن المتوقع دخولها حيز التشغيل بحلول عام 2025، مما سيرفع طاقة المشروع الإجمالية إلى 3 مليون طن سنويًا. وبانضمام الكونغو، يرتفع عدد الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال عالميًا إلى 21 دولة.
وبالإضافة إلى الدول الكبرى المذكورة، شهدت دول أخرى تفاوتًا في حجم صادراتها مما أثر على حجم الإمدادات في السوق العالمي، مثل إندونيسيا، بابوا غينيا الجديدة، وترينيداد وتوباغو، وجاء أداء نمو الصادرات بنسب وكميات متفاوتة من الدول الأخرى المصدرة.