أشعل مقطع مصور تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الجدل الواسع، بعد أن طرحه فرانك هوجربيتس المتخصص في التنبؤ بالزلازل، متسائلًا عن هوية بناة أهرامات الجيزة، ومروجًا لفرضيات تزعم اعتمادها على معارف فلكية معقدة تتعلق بالكواكب وسرعة الضوء.
أكد مجدي شاكر كبير الأثريين في تصريحات خاصة، أن ما يروجه هوجربيتس يفتقر لأي أساس علمي، مشددًا على أن هذه الطروحات تحاول نزع الفضل عن المصريين القدماء في إنجازهم الهندسي الفريد، موضحًا أن بناء الأهرامات قام على التخطيط الدقيق والإدارة المحكمة والرياضيات والعمل الإنساني المنظم، وليس على أسرار كونية أو أرقام سحرية.
أوضح شاكر أن الادعاءات المرتبطة باستخدام تكنولوجيا خارقة أو استحالة نحت الجرانيت بأدوات بدائية، تم دحضها منذ سنوات عبر دراسات وتجارب أثرية عملية، لافتًا إلى أن المصريين القدماء استخدموا مناشير ومثاقب نحاسية مع مواد كاشطة مثل رمل الكوارتز أو مسحوق الكوراندوم، وهو ما أتاح تحقيق دقة عالية دون الحاجة لأي أدوات حديثة، لكن ذلك تطلب وقتًا وجهدًا وتنظيمًا بشريًا ضخمًا.
نفى كبير الأثريين صحة الربط بين أبعاد الهرم الأكبر وسرعة الضوء أو المتر الحديث، مؤكدًا أن المصري القديم كان يعتمد في القياس على الذراع الملكي، بينما ظهر المتر كوحدة قياس في القرن الثامن عشر، معتبرًا أن أي تطابق عددي مزعوم لا يعدو كونه مصادفة رقمية بلا قيمة علمية.
اختتم شاكر تصريحاته بالتأكيد على أن التاريخ الحقيقي لبناء الهرم الأكبر يعود إلى عهد الملك خوفو في الفترة ما بين 2550 و2560 قبل الميلاد، استنادًا إلى تحاليل الكربون المشع والمصادر التاريخية الموثوقة، مشيرًا إلى أن تحديد تاريخ مغاير يخدم فرضيات غير دقيقة، بينما تبقى الحقيقة الأهم أن الأهرامات نتاج عبقرية المهندس المصري القديم لأهداف دينية وهندسية مرتبطة بفكرة الخلود، دون أي تدخل غامض أو معرفة فضائية.





جوجل نيوز
تطبيق نبض
واتس اب



