أقوى انفجارات شمسية تضرب الأرض الجمعة والسبت.. حرارة شديدة وتشويش إلكتروني وتحذيرات صحية

تشهد الأرض نهاية هذا الأسبوع حدثًا فلكيًا غير معتاد، يتمثل في وصول أقوى الانفجارات الشمسية المسجلة هذا العام، والتي قد تؤثر بشكل مباشر على الطقس والمجال الكهرومغناطيسي للأرض، وسط تحذيرات من تأثيرات محتملة على صحة الإنسان والبنية التحتية التكنولوجية.
انفجارات شمسية من الفئة “X” تهدد الأرض
في إطار الدورة الشمسية رقم 25، التي بدأت في عام 2019 وتستغرق 11 عامًا، تم رصد انفجار شمسي ضخم مساء الثلاثاء 13 مايو 2025، عند الساعة الثامنة مساءً بتوقيت القاهرة، بلغت شدته الفئة “X”، وهي الفئة الأعلى على مقياس الانبعاثات الشمسية.
وشهد يوم الأربعاء نشاطًا شمسيًا غير مسبوق لهذا العام، تمثل في أربعة انفجارات إضافية، بينها انفجار شديد للغاية من الدرجة “X2.7”، يُعد الأقوى منذ بداية العام، بالإضافة إلى ثلاث انفجارات أخرى من الفئة “M”.
ويُقاس هذا النشاط الشمسي باستخدام مقياس لوغاريتمي، يتدرج من A وB وC إلى M وX، بحيث تمثل كل درجة قوة تعادل عشرة أضعاف السابقة، ما يعني أن انفجارًا من الفئة X يعادل في تأثيره مليار قنبلة هيدروجينية، بحسب تقديرات العلماء.
الكتل المقذوفة من الشمس تصل إلى الأرض بسرعة هائلة
تُطلق هذه الانفجارات كتلًا هائلة من البلازما تُعرف علميًا باسم “الكتل الإكليلية المقذوفة” (CME)، تتحرك بسرعة متوسطة تبلغ نحو 1000 كيلومتر في الثانية، قاطعة مسافة تقارب 150 مليون كيلومتر هي المسافة بين الأرض والشمس، لتصل إلى الغلاف الجوي لكوكبنا خلال فترة تتراوح بين يوم إلى عدة أيام.
ويتوقع الخبراء أن تصل هذه الكتل الشمسية إلى الأرض بدءًا من يوم الجمعة، وتتبعها دفعة جديدة أشد قوة يوم السبت، مصحوبة بارتفاع حاد في درجات الحرارة قد يصل إلى 45 درجة مئوية في بعض المناطق، مع احتمالية استمرار التأثير بشكل أخف حتى يوم الأحد، ما لم تتجدد الانفجارات خلال الأيام المقبلة.
تأثيرات شاملة: من اضطرابات الاتصالات إلى الحالة النفسية
الانفجارات الشمسية الشديدة ليست مجرد ظواهر فلكية؛ فهي تحمل تأثيرات واقعية مباشرة على حياتنا اليومية. ومن أبرز التأثيرات المحتملة:
• تشويش على الأجهزة الإلكترونية: خاصة أجهزة الاتصالات اللاسلكية، وأنظمة الملاحة GPS، وأجهزة الطائرات والسفن.
• خطر على الأقمار الصناعية: قد تؤدي الاضطرابات المغناطيسية إلى تلف بعض الأقمار الصناعية أو خروجها المؤقت عن الخدمة.
• تعطل شبكات الكهرباء والإنترنت: الانبعاثات قد تؤثر على محطات توليد الطاقة، والسيرفرات، ومراكز البيانات الكبرى.
• تأثير على الأجهزة الطبية الحساسة: خاصة تلك التي تعتمد على موجات دقيقة أو إشارات كهربائية دقيقة.
• انعكاسات صحية على الإنسان: بحسب أطباء ومختصين في علم النفس، قد تسبب هذه الظواهر تغيرات في الحالة المزاجية، اضطرابات في النوم، الشعور بالتوتر أو القلق، وحتى تأثيرات على التوازن الهرموني لدى بعض الفئات الحساسة.
تحذيرات واستعدادات
رغم أن المجال المغناطيسي للأرض يعمل عادة كدرع واقٍ ضد معظم هذه الانبعاثات، إلا أن الانفجارات من الفئة “X” تتسبب في اختراقات أكبر، ما يستدعي الحذر. وفي هذا السياق، تنصح الهيئات الفلكية ومراكز رصد الفضاء:
• بتأجيل الرحلات الجوية الطويلة إن أمكن، خاصة فوق المناطق القطبية.
• تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية غير الضرورية خلال ذروة التأثير.
• توخي الحذر عند التعامل مع الأجهزة الطبية المتقدمة.
• عدم الذعر من التأثيرات النفسية العابرة مثل القلق أو التعب العام.
نشاط شمسي متزايد حتى نهاية 2025
جدير بالذكر أن الدورة الشمسية رقم 25 تصل إلى ذروتها في منتصف عامي 2024 و2025، ما يعني أن الأرض قد تكون على موعد مع مزيد من هذه الظواهر خلال الشهور المقبلة. ويدعو الخبراء إلى متابعة تقارير الفلك الرسمية، والاعتماد على مصادر علمية موثوقة لفهم طبيعة هذه الظواهر وسبل التكيف معها.