
مع اقتراب موعد الامتحانات، يدخل العديد من الأطفال في حالة من التوتر والضغط النفسي قد تعيقهم عن التركيز أو المذاكرة بفاعلية، وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، تقع على عاتق الأمهات مسؤولية كبيرة في دعم أطفالهن نفسيًا ومعنويًا، وتوفير بيئة آمنة ومريحة تُمكنهم من تخطي هذه المرحلة الصعبة بسلام.
فما هي الطرق الفعالة التي يمكن للأمهات اتباعها لمساعدة أطفالهن خلال موسم الامتحانات؟ وكيف يمكن التفرقة بين التشجيع الإيجابي والضغط السلبي؟ إليك أبرز النصائح من خبراء التربية وعلم النفس.
1. تفهّمي مشاعر طفلك أولًا
الأطفال يشعرون بالخوف تمامًا كما يشعر الكبار، لكنهم لا يجدون الكلمات للتعبير عنه. لذلك، أهم خطوة أن نصغي لهم دون أحكام أو تقليل من مشاعرهم.
فبدلًا من القول: “الامتحان بسيط، لا داعي للقلق”. جربي: “أفهم أنك قلق، دعنا نواجهه سويًا.
2. تنظيم الوقت… لا للمذاكرة العشوائية
احرصي على وضع جدول مذاكرة مرن، يشمل فترات راحة قصيرة بين الحصص، وتوقيت نوم منتظم، فالدراسة دون تنظيم تؤدي إلى تشتت ذهني وشعور بالإرهاق.
• خصصي ساعات للمواد الصعبة حين يكون طفلك في أعلى درجات تركيزه (صباحًا مثلًا).
• لا تهملي أهمية النوم الجيد، فالعقل يحتاج إلى راحة كافية لاستيعاب المعلومات.
3. لا للمقارنة… نعم للتشجيع الفردي
من أكثر الأخطاء شيوعًا مقارنة الطفل بغيره: “شوف ابن خالتك بيذاكر إزاي!”
هذه الجمل تؤدي إلى إحباط الطفل، وشعوره بعدم الكفاية. الأفضل أن تركزي على جهده:
“أنا شايفة إنك بتحاول وده أهم من أي حاجة.”
4. التغذية السليمة والماء سر التركيز
قد يبدو بسيطًا، لكن تقديم وجبات صحية متوازنة، والإكثار من شرب المياه، يؤثران بشكل مباشر على نشاط الدماغ والمزاج.
تجنبي إعطاء طفلك كميات كبيرة من السكريات أو الكافيين، واستبدليها بالفواكه والمكسرات.
5. كوني قدوة في إدارة التوتر
الأطفال يراقبون تصرفاتنا. فإذا كنتِ قلقة ومتوتّرة، سينتقل هذا التوتر إليهم تلقائيًا.
حاولي أن تظهري دعمك لهدوء، وقولي كلمات مطمئنة:
“أنا واثقة إنك بتعمل اللي عليك، والباقي على ربنا.”
6. وفّري له مساحة للترفيه
المذاكرة المستمرة دون فواصل قد تُرهق طفلك نفسيًا. اسمحي له بممارسة نشاط يحبه، كالرسم، أو اللعب في الحديقة، أو مشاهدة فيديو قصير، لأن هذه اللحظات البسيطة تعيد شحن طاقته.
7. يوم الامتحان… الهدوء مفتاح النجاح
في صباح الامتحان:
• تجنبي الصراخ أو الاستعجال.
• قدّمي فطورًا خفيفًا وصحيًا.
• ابتعدي عن مراجعة الدروس في اللحظة الأخيرة.
• ابتسمي وودّعيه بجملة إيجابية: “أنت قدها وربنا هيساعدك.”
8. بعد الامتحان… لا تحاصريه بالأسئلة
بعد الامتحان، تجنبي سؤال طفلك بشكل مباشر عن كل سؤال أو ما إذا أجاب صح أم خطأ.
دعيه يرتاح أولًا، ثم اسأليه إن كان يحتاج إلى التحدث عما حدث. المهم أن يشعر بالأمان، لا بالحكم عليه.