كان يا مكان في سالف العصر والأوان، كان هناك ثعلب جائع يتجول بين الحقول والبساتين بحثاً عن طعام يسد جوعه، وأثناء تجواله، وجد حقل عنب مليء بعناقيد العنب المتدلية التي كانت تبدو شهية ولامعة.
حاول الثعلب القفز لالتقاط عنقود منها، قفز وقفز ولكنه لم يستطع الوصول إليها، شعر بالإحباط وقرر الاستسلام، وقال لنفسه: “لابد أن هذه العناقيد حامضة وغير لذيذة، لا أريدها” وعاد إلى منزله جائعاً.
في المساء، أخبر والده بما حدث وأخذ يتحدث عن جمال العناقيد وروعتها، ولكنه واصل التبرير لنفسه قائلاً إنها لم تكن ناضجة، غضب الوالد وقال له: “لم يكن عليك الاستسلام بهذه السهولة.
غداً ستذهب وتحاول مرة أخرى، وتفكر في طريقة لقطف العنب وتجرب بنفسك لتعرف إن كان طعمه حلوًا أم حامضًا”.
في صباح اليوم التالي، استمع الثعلب إلى نصيحة والده وعاد إلى الحقل، قفز مرة أخرى ولكنه لم يصل إلى العناقيد، توقف قليلاً ليفكر، ونظر حوله، فوجد طاولة في الجانب الآخر، قفز عليها ثم قفز من خلالها إلى الأعلى وتمكن أخيراً من قطف عنقود من العنب.
كان في قمة السعادة عندما تذوق العنب ووجده لذيذاً للغاية. قال: “يا ليتني لم أستسلم بسرعة في الأمس، شكراً لك يا والدي، سأقطف لك عنقوداً كبيراً من العنب لتتذوقه معي”.
نتعلم من هذه القصة أهمية الصبر والتأني وعدم الحكم على الأشياء قبل تجربتها.