في ظل اقتراب موسم الحج، تتزايد الأسئلة الشرعية حول أحكام هذه الفريضة العظيمة، خاصة في الحالات الخاصة التي تتعلق بالوفاة قبل أداء الركن الخامس من أركان الإسلام.
وفي هذا الإطار، أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال ورد إليها بشأن رجل تُوفي قبل أداء فريضة الحج رغم استطاعته، فهل يجوز لأخته أن تحج عنه من مالها الخاص؟
أكدت دار الإفتاء أن الحج عن الميت المستطيع جائز شرعًا، خاصة إذا لم يتمكن من أداء الفريضة رغم قدرته في حياته، مشيرة إلى أن الحج من العبادات التي تقبل الإنابة، سواء كان ذلك بمقابل مادي أو بدونه، بشرط واحد أساسي، وهو أن يكون من يحج عن المتوفى قد أدى فريضة الحج عن نفسه أولًا.
وفي الحالة التي وردت إلى الدار، وهي عن رجل في الأربعينيات من عمره تُوفي بعد إصابته بمرض السرطان، وكان مستطيعًا لأداء الحج ولم يفعله، ثم قامت أخته بالحج عنه من مالها الخاص حتى تترك تركته لأبنائه القُصَّر، فقد أكدت الفتوى أن هذا العمل جائز ولا مانع منه شرعًا.
واستندت دار الإفتاء إلى قول الله تعالى:
﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ [آل عمران: 97]
وقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
«بُنِي الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا الله… وَالْحَجِّ…» متفق عليه.
كما أوضحت الفتوى أن الاستطاعة ليست محصورة في القدرة المالية فقط، وإنما تشمل أيضًا القدرة البدنية، وأمن الطريق، وسلامة الوسيلة، حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
«مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً تُبَلِّغُهُ إِلَى بَيْتِ اللهِ وَلَمْ يَحُجَّ، فَلاَ عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا» – رواه الترمذي.
جوجل نيوز
تطبيق نبض
واتس اب
