prayer-times
prayer-times
prayer-times
عاجل
الرئيسيةمقالات وآراء

الكبير ثقافة شعوب وأصالة قيم

تعرف المجتمعات العربية قديمًا بتقديرها العميق للكبير واحترامها لمكانته داخل الأسرة والمجتمع. حتى قبل ظهور الإسلام، كانت هناك قيمة كبيرة مُلحظة للأشخاص الذين يتمتعون بالحكمة، الخبرة، أو العلم، وكان الكبير يعتبر مصدرًا رئيسيًا للمشورة واتخاذ القرارات الحكيمة.

في المجتمعات العربية التقليدية، كان للكبير دور فعال في توجيه الأفراد وحل المشكلات اليومية، وكان يُعتبر مرجعية في المسائل الدينية والاجتماعية والقانونية، كان هناك قول شعبي يعبر عن هذه القيمة العميقة للكبير: “الذي ليس له كبير يشتري له كبير”.

مع ظهور الإسلام، تعززت هذه القيمة أكثر، حيث شدد الدين الإسلامي على أهمية احترام الكبير وتقديره، مما جعل الكبير لا يقتصر فقط على العمر بل يشمل أيضًا العلم والحكمة والمكانة الاجتماعية، كما أن التوجيهات النبوية أكدت على أنه يجب على الناس احترام رأي الكبير والاستفادة من خبراته.

لكن مع تطور الحياة وتأثر المجتمعات العربية بالتغيرات الاجتماعية والتكنولوجية، بدأت هذه القيمة في التراجع، أصبحت القيم التقليدية تفقد قوتها، وزادت الخلافات والانقسامات في المجتمعات، مما أثر سلبًا على الاستقرار والوحدة الاجتماعية، تغيرت الأولويات والأساليب في التعامل مع القضايا، وأصبح الفرد يتصرف بشكل أكثر استقلالية دون الرجوع إلى الكبير.

بالرغم من ذلك، تظل ذكرى قيمة الكبير جزءًا من التراث العربي الأصيل، وهي تُعد شاهدًا على ارتباط الإنسان العربي بتاريخه وتقاليده. إن فهم هذه القيمة واحترامها يسهم في بناء مجتمعات أكثر تفاعلًا وتعاونًا، تحترم فيها الآراء المتنوعة وتقدر الخبرات المتراكمة عبر الأجيال.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى